هَاشْتَاقْ أَحْلَامٌ سَائِلَةٌ

نهرٌ بشري يخرج من نفق قطار “المترو”، عند محطة “كلوزيوم” المطلة على شارع القصر بوسط الخرطوم. مجموعة من اللوحات الإلكترونية تعرض اعلانًا موحدًا لواحدة من شركات التعدين المشهورة، تبدأ الإشارة في التحول من اللون الأحمر إلى الأخضر في ممر المشاة. تقترب اللقطة أكثر من فتاة في مقتبل العشرين “أسيل ربيع”، ترتدي قميصًا قطنيًا أبيض اللون وبنطالًا من الجينز أزرق اللون، مع حذاء بني بدون كعب. شعرها المصبوغ باللون البني يبين بإهمال من تحت القبعة الزرقاء التي تعتمرها هي الأخرى بإهمال. بيدها حقيبة مستندات وباليد الأخرى كوبًا ورقيًا من النوع الذي تُحمل عليه المشروبات الساخنة؛ تقترب الكاميرا من الكوب الورقي حتى تظهر علامة القهوة على جانبه؛ تبدأ في أخذ رشفة منه، فيندلق القليل على قميصها الأبيض مخلفًا بقعة على شكل قلب. تحاول أن تنفض ما تساقط منه بيدها فتسقط حقيبتها الصغيرة وتتناثر منها الأوراق، فتعطل حركة مرور المشاة ما بين مساعدٍ ومتخطٍ وناظرِ في ضجر. تضع القهوة أرضًا وتلملم أوراقها المتناثرة بمساعدة أحد العابرين؛ والدموع تطفر من عينيها. تظهر اللقطة القريبة أحدهم وهو يوثق للموقف بكاميرا هاتفه المحمول فيما يبث مقطعًا مباشرًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر في الكادر على جانب الشاشة.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top