عجبوني تيراني

سلسة التراث الشعبي

يخلط الكثيرون بين أغنيتي: “الليل بابي لي عجبوني تيراني ويا الشادين قفاي أنا طرّقو لساني” التي نظمتها زينب بت الشوبلي إبان “شكلة” العوضية مع أولاد فرح على أراضي زراعية في منطقة أم مغد، ولحنها وتغنى بها سيد المغنيين خلف الله حمد مع إضافة بعض الدوباي كمقدمة أو ما يعرف بالرمية، ثم مشى على نفس دربه حفيده أحمد الحبر، وكذا المطرب حسين شندي. تقول الأغنية:
{الليل بابي ليه عجبوني تيراني
يا شادين قفاي أنا طرقو لساني
العنكس الحمّانا
الجنا بطحتو أمانة شن سوا؟
حايداني اللمانة مكملها الرُجلا
ختولو الزخام فوق وشو ما صرا
كبلو لي الجمر فوق وركو ما حتا
أبواتك برضو المستحيل في سما
صقر الجو بحلق وقال بدورلو غدا
أبشر يا صقر في الكبدة تتغدا
ويا شادين قفاي أنا طرقووو لساني
التُكل الكبير ختينا في عزالنا
بنسدا بي عصاتنا والباقية دي التبقى
غني وشكريي يا قصيبة السارا
بتكلم عليٌ جنياتنا بي حرارة
حاملين السنين ما بخشو بي زرارة
شايلين جوز طبنجي وضربو بي بصارة
كان تجري وتخيب ومن العدو تضارا
بشيل ود اللبيح ببقالو مرسالة
ويا شادين قفاي …
تنوح من لساني ستو ماني خايفاه
مالك يا جنا بتلحقني بي الخجلة؟
كان جيت للكُتال سيفن معاو درقة
وكان جيت للكرم ما بتطلبو بتلقا
وجادين النفيع ويا قدور نقوة
صابون للمعفن وللبجينا ترا
الزول حاق الغنا و مكملا الشكرة
ومن العين دقر والجنيات وداعة الله
ويا شادين قفاي أنا طرقو لساني
الليل بابي لي عجبوني تيراني}
فيخلطون بينها وبين الأغنية الأخرى:
“الليل مابى لي عجبونى تيرانى
ياقاصدين لِماي أنا طرقو لسانى”
والتي تنسب جدلاً إلى الشاعرة زينب؛ ولم أجد لها أثراً في شعرها المبذول؛ فكلمات هذه القصيدة تختلف كليًا عن ما تغنى به خلف الله حمد، وهو المرجع الأول للشاعرة زينب بت بابكر بحسب صلة الدم والقُربى، كما ذكر إبنه الأستاذ الحبر؛ حيث لحن خلف الله حمد كل قصائدها من لسانها مباشرة.
وقد تغنى بالنص مجهول الأثر هذا الفنان الهادي الجبل وتبعه في ذلك كل من عبد المنعم أبسم ومحي الدين أركويت ومحمد شبارقة ومأمون سوار الدهب وغيرهم من المطربين. وهذا هو النص الثاني مختلف العبارة واللحن:
{الليل مابى لي عجبونى تيرانى
ياقاصدين لماي أنا طرقو لسانى
ماشوفنا الأسد بيلاعب الجاموس
وما شوفنا المرق بيدخلو عرق السوس
عجبونى تيرانى ياقاصدين لماي طرقو لسانى
الليلة العيال اتكاملو البارود ويوت من كان على صف الحرابة يزود
مك ود مكوك من أربعين طاقية و أبواتك قبيل جابوها بالزندية
أرباب الملوك البي لقاكا فرحنا كم جزيت صبحتهم فوق محنة
حلال المضيق وقت الخيول يتشبكن رباى للضعيف قشاش دموع الببكن
نركب صافنات نجيبا ضرعانية اصلو الزول بيموت والذكرى تصبح حيا
عجبونى تيرانى يا قاصدين لماي طرقو لسانى}
نلاحظ جنبًا إلى اختلاف العبارة واللحن؛ فهناك اختلاف حتى في مضمون النص كله، مع تطابق في شطر البيت الأول فقط “الليل م/بابي* لي عجبوني تيراني”. فالنص الأول يتحدث عن أشخاص بعينهم (جادين وإخوته) تحثهم الشاعرة على القتال، مرة بجرد مثالبهم، وذكر مناقب أعدائهم؛ وتارة بابتزازهم إن هم تخازلوا وتنازلوا. أما النص الثاني فيتحدث عن فرسان مبهمين في معركة مبهمة يسرد فيها الناظم بسالة فرسان قد يكونون في أي مكان وزمان.
* والأصح بابي لي؛ وهي من البوباي: الليل بوبا أي أرخى سدوله والسيل بوبا وهكذا..
يقول يوسف ود عب شبيش:
الليل بوبا والكُرت الخبيب والنو
ركزن فوق جراحن والهويد قدنو
الراجينا ما ظنيت نخيب ظنو
الموت لينا عزة ولينا ما برضنو.
وأيضًا “بابي لي” قد تعني بوبي أي أنشد أو غني؛ يمدح حاج الماحي:
بوبي بوبي … دق طارك.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top