الناجي الغريق

الرواية الحائزة على جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي لعام ٢٠٢٠م
تدور فكرة الرواية حول ما خلفته سياسات النظام الاستبدادي الحاكم في إقليم دارفور وما تبعها من ماَسي واختلال الأمن وتدمير البيئة بسبب اعتداءات الجيش الحكومي علي المواطنين والزرع والضرع بحثاً عن المعادن النفسية، مما أدي الي هجرة كثير من المواطنين إلي المدن.
يتحدث الكاتب بضمير الغائب (Omniscient) في معظم أجزاء الرواية وفي شكل حوارات لا تخلو من متعة وتشويق. جاعلاً العاصمة محور ارتكازه، يتنقل في مدن وقري وبادية دارفور مروراً بالجزيرة وضرائح أبو حراز ثم مطار الخرطوم وحتي داخل الطائرة المقلعة. وهو راوٍ عليم يتحكم في الزمان والمكان تميزه لغة أليفة إنسانية الدفق تُعنى بالتفاصيل، تتحللها انسكابات شاعرية مشعة بالإلماح تظهر كثافتها في المشاهد الحسية ببراعة.
تبرز فصول الرواية تجويد البناء المشهدي وتأسيس الخلفيات الزمانية والمكانية ورسم ملامح الشخوص والحبك المحكم القابض على الوقائع وسبك التفاصيل. إلّا أن المصادفات الناتئة والمفاجآت في الفصل الأخير خرقت هذا التماسك السردي (مقابلة ربيعة لؤى داخل الطائرة) كذلك يلاحظ الارتباك الذي يعتري إيقاع السرد بالتحول المفاجئ إلي النفس البوليسي اللاهث، وتورط ربيع المفاجئ والمتتابع في جريمتي قتل غير متعمد.
يتخلل أسلوب الكاتب/ الكاتبة المباشر وصف فني متقن (Vivid). سيما جلسات الزار وحديث ربيع مع نفسه (Monologue)، كما تخلله تصوير فني بلغة مستترة (غير خادشة للحياء) في مناظر حميمة (Sex scenes) وما يدور فيها من جنس بين ربيع وعشقياته الساذجات.
تدور الرواية بين فكرتين أساسيتين:
1. نقد لاذع صريح للنظام السياسي الحاكم. ومع أن الكاتب لم يذكر “النظام البائد” بالاسم إلا أن كثيراً من الصور والحوارات والسرد المباشر تشير إليه بأصابع الاتهام، وهذه حيلة إبداعية تبعد الكاتب/ الكاتبة عن أي ملاحقة قضائية.
2. السخرية من الخرافات والدجل الذي يمارسه بعض شيوخ الضرائح والمزارات علي السذح من الرجال والنساء(خالد جيب الله وحنان ومحاسن). فيما عدا ما ذكرنا من قصور فإن الكاتب/ الكاتبة نجح في ربط الأحداث والتنقل بين الأماكن بسلاسة جعلت الرواية تسير بسرعة متقنة كشريط سينمائي متقن السيناريو والحوار والإخراج.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top